إنها صدمة عندما تسمعين طفلك يتلفظ بالفاظ بذيئة، والأسوأ عندما تكون هذه الألفاظ موجهة إليكِ أو لمن هو أكبر منه!
كيف توقفين هذه العادة السيئة؟؟
من المهم أن تعرفي من أين جاءت هذه الكلمات. وهناك احتمالات عديدة تجعل الطفل يشتم:
. ليشعر أنه كبير.
عندما يسمع الطفل من هو أكبر منه يشتم، عادة يكون اللفظ ملفتاً للانتباه، ويكون لمن حوله دائماً ردة فعل، والانفعالات واضحة. والجو يصبح مكهرباً! فيحاول الطفل أن يتلفظ بنفس الألفاظ ليرى إن كان سيسبب نفس ردات الفعل التي يسببها الأكبر سناً، وإن كان سيحصل على نفس الاحترام (هو يظنه احتراماً).
.
.
. لجلب الانتباه.
عندما يستخدم الطفل كلمة سيئة ويحصل على وجوه مدهوشة ومتفاجئة من الأكبر سناً حوله، فإنه يعرف أنه قد حصل على سلاح فتاك.
.
.
. ليثبت استقلاليته.
يحاول الطفل هنا أن يثبت أنه منفصل عن الأهل وأن له شخصية ويستطيع السيطرة على الوضع حوله. وهذا لأنك لا يمكن أن تتتحكمين بما يخرج من فمه، وبإمكانه إن حاولتِ أن يرفض الانصياع.
.
.
. ليحصل على رضى أقرانه.
عادة الأطفال يريدون دائماً أن يكون لهم أصحاب يقبلونهم، وبعض الأصحاب يعتقدون أن الشتائم تعطي شخصية، وبهذا يحاول الطفل أن يشتم خاصة أمامهم ليحصل على قبولهم.
.
.
. لتقليد ما يراه على الشاشة.
الطفل يتأثر بالبيئة المحيطة به بكل بساطة، إذا كانت الشخصية على الشاشة محببة للطفل فإنه سيقلدها في كل شيء خاصة الشتائم.
.
.
.
.
( إذن.. ما هو الحل؟؟ )
أول خطوة أن تعرضي في مخيلتك الأسباب التي تجعل الطفل يشتم، وحددي الموقف الذي عادة يشحنه ويسبب هذا الكلام. عندما تفهمين الأسباب وتحدديها، بإمكانك أن تستخدمي بعض هذه الحلول:
. هدوء الأعصاب.
عادة التعبير المفاجئ الذي يظهر في وجه أحد الوالدين، سيكون حافزاً للطفل ليكرر الكلمات السيئة. ولكن البساطة والهدوء في الحل هو الأفضل، مثلاً: "بني، هذه ليست كلمة يستخدمها الطفل. ممكن أن تستعيض عنها بكلمة أخرى مثل..." إذا أصر الطفل، اختاري وقتاً هادئاً وأخبريه عن ضيقك وبكل روية واجعلي له حدوداً. أخبريه لماذا يشتم البعض، أخبريه المعاني لهذه الكلمات السيئة، اشرحي له لماذا هذه الكلمات غير مقبولة في هذا البيت. وعرفيه النتائج المترتبة على هذه الكلمات إن قالها مرة أخرى، ونفذي في المرة القادمة ما حددتِ من نتائج.
.
.
. علميه بدائل عن هذه الكلمات للتعبير.
بعض الأطفال يجدون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم الغاضبة، وهذا لقلة خبرتهم وفقدان الحكمة، مما يجعلهم يظنون أنهم الوحيدون في هذا العالم الذين يشعرون بهذا الشعور. ولكن لا بأس للطفل أن يشعر بالغضب تجاه أحد الوالدين بسبب الحدود الموضوعة. مثلاً، إن بكى الطفل بسبب العقاب الذي ناله، نسمع الكثير من الأمهات يقلن: هل تريد أن أعطيك سبباً حقيقياً للبكاء؟؟ ولكن بالنسبة له، هذا سبب حقيقي للبكاء، العقاب سبب جعله في ضيق! الأفضل أن تقولي: "بإمكانك أن تكون غاضباً مني إن شئت، ولكن اجعل غضبك في غرفتك وخلف باب مغلق."
إن ذهب إلى غرفته وهو يضرب رجليه في الأرض، لا تلحقيه بصوتك وصراخك حتى يتوقف عن هذا! فهي طريقة تعبير، وغضب يخرجه وينفسه بهذه الطريقة. إن حدث وأن قال لك كلمة غير لائقة، فوراً استبدلي الكلمة له وقولي: "هذا الكلام غير مقبول. بإمكانك أن تقول: "أنا متضايق ولا أوافق على هذا العقاب." واجعليه يذهب إلى غرفته ليعبر كما يشاء ويهدأ.
.
.
. توقعات واقعية!
كيف تعبرين عن غضبك؟ لا يمكن أن يكون من العدل أن تتوقعي من طفلك أن يكون متضايقاً جداً ويعبر عن غضبه بكلمة بسيطة مثل: "أنا متضايق". الطفل سيغضب ويعبر. وأنت عملك هنا أن تعلمي، وتكوني مثله الأعلى لأنه يراكِ في كل موقف ويقلدك، عليك أن تكوني المصححة لطرقه الخاطئة وتعليمه طرق التعبير عن مشاعره كبديل عن الغضب والكلمات السيئة. إن كان الطفل يعبر عن غضبه بلا كلمات بذيئة أو تصرفات عدوانية، فاتركيه يعبر كما يشاء.
.
.
. امدحي التصرف الحسن.
عندما يقوم طفلك بالتعبير عن غضبه بطريقة صحيحة، يجب أن تعيريه اهتماماً وتمدحي هذا التصرف. ليس في نفس الوقت طبعاً حيث يكون غاضباً، بل لاحقاً. قولي: "لاحظت أنك عندما كنت غاضباً من أخيك قمت بإخباره بكلمات قوية ولكن مؤدبة ثم ذهبت إلى غرفتك حتى تهدأ، هذا تصرف الناضجين والعاقلين".